التلاميذ الموهوبين والمتفوقون

التلاميذ الموهوبين والمتفوقون


يختلف المتخصصون فى تعريفهم للموهبة وللتفوق, وتأتى مشكلة تعريف الموهبة والتفوق من إختلاف الباحثين حول مجالات التفوق التى يعتبرونها هامة فى تحديد الموهبة, فبينما يركز بعضهم على التفوق فى القدرة العقلية العامة يركز آخرون على القدرات الخاصة أو التحصيل الأكاديمى أو الإبداع أو بعض الخصائص وسمات الشخصية.


مفهوم الموهبة والتفوق:
الموهوبون: هم الذين يتم التعرف عليهم فى مرحلة قدرات خاصة سواء أكانت ظاهرة أم كامنة والتى تشير إلى أداء عالى فى القدرة العقلية العامة والإبتكارية أو الإبداع.


رغم التداخل فى تحديد مفهوم الموهبة والتفوق إلا أن ( جانييه ) يحدد الفرق بين الموهبة والتفوق فى النقاط التالية:
1- أن المكون الرئيسى للموهبة وراثى بينما المكون الرئيسى للتفوق بيئى.
2- الموهبة طاقة كامنة أو نشاط والتفوق نتاج لهذا النشاط أو تحقيق لتلك الطاقة.
3- الموهبة تقاس باختبارات مقننة بينما التفوق يشاهد على أرض الواقع.
4- التفوق يدل على وجود موهبة وليس العكس فالمتفوق يكون موهوباً وليس كل موهوب متفوقاً.


رغم تعدد تعريفات الموهبة إلا أن جميع هذه التعريفات تدور حول ثلاثة مفاهيم أساسية للموهبة هى: 
1- التفوق فى القدرة المعرفية.
2- الإبتكارية فى التفكير والإنتاج.
3- المواهب العالية فى مجالات خاصة.


فئات الطلاب الموهوبين:
1- الموهوبين عقلياً: يتميز هؤلاء الطلاب بالنمو العقلى السريع فيفوق عمرهم العقلى عمرهم الزمنى.
2- الموهوبين أكاديمياً: يتميز هؤلاء الطلاب بنبوغ وتميز فى أحد المجالات الأكاديمية مثل الرياضيات أو العلوم.
3- الطلاب المبدعون أو المبتكرون: يتميز هؤلاء الطلاب بإستعداد خاص للإبداع والإختراع والإتيان بحلول جديدة.
4- الموهوبين فى القيادة: وهى إستعداد فطرى يجعل الشخص يألف الناس ومألوفاً منهم.
5- الطلاب ذو المواهب والقدرات الخاصة: وهى إستعدادات فطرية للتفوق فى أحد المجالات الفنية أو الأدبية أو الموسيقية.
6- الطلاب الموهوبون فى الأنشطة الرياضية: يتميز هؤلاء الطلاب بالرشاقة والقوة العضلية.


لماذا الإهتمام بالموهوبين:
يتم الإهتمام بالموهوبين وذلك للأسباب والإعتبارات الآتية:
1- ضرورة إعطاء التلاميذ الموهوبين خبرات تربوية محفزة ومناسبة لإشباع مستويات قدراتهم المرتفعة.
2- من حق كل شخص التعليم تبعاً لقدراته فى التعامل مع التحديات المحيطة به.
3- فى كثير من دول العالم تتلقى نسبة ضئيلة من الموهوبين الرعاية الخاصة بهم مما يمثل هدراً للطاقات والمواهب.
4- التعليم التقليدى لا يقدر بدرجة كافية المواهب والعقول الفذة.
5- إعطاء الفرصة للأطفال الموهوبين فى التعبير عن مواهبهم وتنميتها يمكنهم من إحراز نتائج أفضل من التحصيل الدراسى الأكاديمى.


النواحى التى تميز الفرد المتفوق عند مقارنته مع المجموعة العمرية التى ينتمى إليها: 
1- القدرة على التحصيل الأكاديمى المرتفع.
2- القدرة العقلية العالية ( بحيث تزيد نسبة الذكاء عن انحراف معيارى واحد أو انحرافين معياريين ) 
3- القدرة على القيام بمهارات متميزة كالمهارات الفنية أو الرياضية أو اللغوية... الخ 
4- القرة الإبداعية العالية.
5- القدرة على المثابرة والالتزام والدافعية العالية والمرونة والاستقلالية فى التفكير.... الخ


أساليب التعرف على الموهوبين والمتفوقين:
1- إختبارات الذكاء الفردية: وهى من الأدوات الأكثر موضوعية للكشف عن الموهوبين والمتفوقين, ورغم أهميتها إلا أن هناك عوامل يمكن أن تؤثر على نتائجها وخاصة عندما يتأثر أداء الطفل فى تلك الإختبارات بخلفيتهم المعرفية أو مستوياتهم الإقتصادية أو الإجتماعية أو حالاتهم الإنفعالية.
2- إختبارات الذكاء الجمعى: ويطلق عليها (القياس الجمعى) حيث تطبق إختبارات الذكاء بطريقة جماعية, وتستخدم عادة فى البحوث التربوية لأغراض البحث والدراسة لتحديد درجات ذكاء أعداد كبيرة من الأفراد.
3- إختبارات التفكير الإبتكارى: ظهرت نتيجة للإنتقادات التى وجهت إلى أسلوب إختبارات الذكاء, ورغم إختلاف الباحثين على مفهوم الإبتكار, إلا أن هناك العديد من الجهود المتميزة التى أفرزت العديد من إختبارات التفكير الإبتكارى للتعرف على الأفراد الذين يمتلكون هذه القدرات وبدرجات عالية من الدقة والموثوقية.
4- مقاييس التقدير: وهى أدوات تتضمن مجموعة من العبارات فى صورة إجرائية تعبر عن الخصائص التى تصف الفرد الموهوب والمتفوق وتميزه عن غيره من الأفراد. ولا ينظر لمقاييس التقدير كأداة أساسية للكشف عن الموهوبين والمتفوقين, وإنما كأداة مساعدة للأدوات والوسائل الأخرى.
5- ترشيحات المعلمين: وهو أحد الأساليب التى يمكن الإعتماد عليها, ورغم أهمية هذه الطريقة فإن الإعتماد عليها يتطلب مهارة من المعلم وقدرة على القيام بهذا العمل, وأن يتسم بالموضوعية فى إختياره لطلابه الموهوبين.
6- ترشيحات الزملاء أو الأقران: حيث يمكن الإستفسار من الأقران عمن لديه القدرة على مساعدتهم وحل مشكلاتهم.
7- التقارير الذاتية: ويتم ذلك من خلال التقارير المكتوبة أو الشفهية التى تصدر عن الأفراد فيما يتعلق بالجوانب المرتبطة بالموهبة والتفوق, ويعد هذا الأسلوب أكثر موثوقية فى حالة الأطفال ممن هم فى المرحلة الإبتدائية مقارنة بأقرانهم فى المرحلتين الإعدادية والثانوية الذين ربما يترددون فى الحديث عن أنفسهم لإعتقادهم بأن ذلك تدخل فى شئونهم الخاصة وإقتحام لعزلتهم الشخصية.
8- تقديرات الوالدين: حيث تتاح للآباء فرصة ملاحظة سلوك الطفل وإستجاباته لمواقف الحياة المختلفة.
9- إختبارات الإستعداد الدراسى: وهى تهدف إلى التنبؤ بقدرة الطالب على التعلم فى وقت لاحق.
10- الإختبارات التحصيلية: حيث تعتبر درجات الطلاب فى سجلاتهم الدراسية وسيلة للتعرف على مدى تفوقهم الدراسى.
11- ترشيحات الخبراء: حيث يعتبر اللجوء إلى أحكام الخبراء والثقاة أسلوباً ملائماً ومفيداً فى الكشف عن الإستعدادات الخاصة الفنية والأدائية والعلمية والموسيقية والأدبية وغيرها مما تخفق مقاييس الذكاء والتحصيل الدراسى فى الكشف عنها.
12- مقاييس السمات الشخصية: تم إعداد هذه المقاييس بناء على نتائج العديد من الدراسات حول السمات الأساسية للموهوبين والمتفوقين.


المبدع والإبداع:
1- المبدع غير الموهوب: وهو الذى تستمر فترة موهبته من 13 إلى 20 سنة وتظهر فى شكل إبداعيات غير مكتملة مثل: كتابة الشعر أو القصة أو التفكير فى إبتكارات علمية, ولا تكتمل هذه المجالات غالباً.
2- المبدع الموهوب: وتكون موهبته فى سن العشرين وما بعدها, وهو الذى يبحث عن الجديد والأصيل ويعبر عنه بشكل جيد, ويستفيد من إمكاناته فى تقديم كل ما يعبر عن التفاعل الخصب بين الموهبة والإبداع.


العبقرية:
هناك ثلاث معان للعبقرية:
1- العبقرية روح مترافقة.
2- العبقرية إستعداد ذو سمات مميزة أو ميل طبيعى.
3- العبقرية قدرة طبيعية أو موهبة فطرية.


الإبتكارية: هى القدرة على رؤية علاقات جديدة والقدرة على إنتاج أفكار غير معتادة والبعد عن الشكل التقليدى فى التفكير.


خصائص الطفل الموهوب والمتفوق:
أولاً: الخصائص الجسمية: ليس من السهل التأكيد على أن هناك صفات جسمية تميز الموهوب والمتفوق عن العادى حيث يرجع الكثير مما يتمتع به الطفل من صحة وخصائص جسمية إلى العديد من العوامل منها الوراثية ومنها المستوى الصحى والإقتصادى والإجتماعى الذى يعيش فيه الطفل.
ثانياً: الخصائص العقلية والتعليمية:
1- أنهم محبون للإطلاع فى عمق وإتساع.
2- يبدون إهتماماً بالكلمات والأفكار.
3- الخصوبة فى الحصيلة اللغوية.
4- القدرة على التفكير المنطقى.
5- سرعة البديهة والفهم ودقة الملاحظة.
6- يستمتعون بالقراءة.
7- السرعة فى القراءة والإحتفاظ فى الذاكرة بما يتوصلون إليه من معرفة.
8- سرعة الفهم.
9- لديهم ذاكرة قوية.
ثالثاً: الخصائص الإجتماعية والإنفعالية:
1- القدرة على قيادة غيرهم من الأفراد.
2- أكثر قدرة على حل المشكلات.
3- أكثر إستقراراً من الناحية الإنفعالية.
4- أكثر عرضة للأمراض النفسية.
5- أكثر حساسية للمشاكل الإجتماعية.
6- أكثر حساسية لمشاكل الآخرين.
رابعاً: الخصائص الخلقية: من الصعب أن نجزم بأن الفرد الموهوب لابد أن يكون متميزاً من الناحية الخلقية سواء كان هذا التميز سلبياً أو إيجابياً, فبالرغم من تأكيد الدراسات فى هذا المجال على أنهم أكثر إلتزاماً بالمنظومة القيمية فى المجتمع الذين يعيشون فيه مقارنة بأقرانهم متوسطى الذكاء, إلا أن ذلك لا يمنع أن يكون هناك أفراد موهوبين غير ملتزمين أخلاقياً ولا يمتثلون للقيم.


إستراتيجيات وأساليب تعليم الموهوبين والمتفوقين:
- الإثراء التعليمى: وتقدم فيه مناهج إضافية للمتفوقين, بجانب المناهج العادية ويطلق عليه الإثراء, وغالباً ما تكون هذه المناهج الإضافية فى مجال العلوم والرياضيات واللغات الأجنبية.
- الإسراع التعليمى: هو نظام يعطى الفرصة للتلميذ المتفوق للإنتهاء من البرنامج التعليمى خلال فترة زمنية أقل, أى إختصار سنوات دراسة الطفل بما يتمشى مع مستواه العقلى وإستعداداته الخاصة.


ينقسم الإثراء التعليمى إلى نوعان:
1- إثراء أفقى: وفيه يتم زيادة عدد الموضوعات المقدمة للطالب.
2- إثراء رأسى: وفيه تتاح الفرصة لتعميق معارف ومهارات الطالب فى مجال معين بما يتفق مع إستعداداته وميوله.


طرق الإسراع التعليمى:
يتم الإسراع التعليمى من خلال عدة طرق:
1- قبول التلاميذ المتفوقين بالمدارس فى سن مبكرة.
2- الترفيع الإستثنائى: وذلك برفع التلميذ المتفوق إلى صف دراسى أعلى من الصف الذى يفترض أن يكون فيه.
3- تركيز التعليم وتكثيف البرامج بحيث ينجز الطالب المتفوق مقرر صفين فى سنة دراسية واحدة.
4- الإلتحاق المبكر بالجامعة دون الحاجة للإنتهاء من السنوات الدراسية المقررة للطلاب العاديين.
5- تقديم مقررات المستوى الجامعى للطلاب المتفوقين أثناء دراستهم فى الثانوية العامة.
6- دراسة بعض المواد عن طريق المراسلة.


القدرات الأساسية للإبتكارية:
1- الحساسية للمشكلات: وهى قدرة الشخص على رؤية الكثير من المشكلات فى الموقف الواحد الذى قد لا يرى فيه شخص آخر أية مشكلات.
2- الطلاقة: وهى القدرة على تقديم أكبر عدد ممكن من الأفكار خلال وحدة زمنية معينة.
3- المرونة: وهى سهولة إنتقال الفرد من فكرة إلى أخرى وتناول الموضوع بأكثر من زاوية.
4- الأصالة: وهى تعبر عن درجة الجدية التى يظهرها الفرد فى إستجاباته.
5- مواصلة الإتجاه: وهى إستمرار الفرد فى التفكير فى المشكلة لفترة زمنية طويلة نسبياً دون أن تحول المشتتات بينه وبين التفكير فى المشكلة.
6- القدرة على التقويم: وتأتى هذه القدرة بعد إنتهاء العمل الإبداعى بالفعل فيعيد النظر فيه لإكتشاف مزاياه وعيوبه والعمل على الوصول إلى أفضل شكل ممكن.




إستراتيجيات ونظم تعليم المتفوقين:
1- نظام الفصول العادية: وهو نظام يعتمد على تعليم الأطفال المتفوقين فى الفصول العادية.
2- نظام الفصول المتجانسة (إستراتيجية التجميع): وفيه يتم ضم وتجميع المتفوقين أو الأفراد المتشابهين أو المتجانسين فى القدرات والميول الخاصة إلى بعضهم البعض فى مجموعات متجانسة لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم الأكاديمى وتنمية المواهب الخاصة. حيث تتم عملية التجميع وفق الأساليب التالية:
أ- نظام الفصول الخاصة بالمتفوقين: وفيه يتم تجميع التلاميذ المتفوقين أو الموهوبين فى فصول خاصة بهم بالمدرسة العادية.
ب- نظام المدارس الخاصة: وهو نوع من المدارس لا يقبل سوى الطلبة المتفوقين وفق أسس وشروط محددة.
ج- نظام الفصول المفردة: وهو نظام يتيح الفرصة لكل طالب أن يتقدم فى العملية التعليمية وفق قدراته وسرعته دون إنتظار الآخرين, ولذلك يمكن أن يكون داخل الفصل طلاب من سنوات دراسية مختلفة.
د- أسلوب التجميع عن طريق الفصول المؤقت: وفيه يتم تجميع الموهوبين أو خلال فترة محدودة من اليوم الدراسى حيث يقدم لهم تعليم خاص (عزل جزئى).


مميزات إستراتيجية التجميع:
1- تساوى القدرات بين التلاميذ وتقارب المستوى, مما يوفر جواً بعيداً عن الملل الذى يحيط الموهوبين والمتفوقين فى فصول الدراسة العادية.
2- إمكانية تقديم رعاية خاصة وبرامج دراسية خاصة تناسب قدرات العالية الموهوبين والمتفوقين.


عيوب إستراتيجية التجميع:
1- أن الفصول الخاصة تؤدى إلى زيادة روح المنافسة لدى التلاميذ إلى مستوى يؤدى إلى تعميق الشعور بالأنانية والقضاء على روح التعاون بين التلاميذ.
2- أن حوافز الطفل العادى تزداد إذا ما وضع فى مجموعة غير متجانسة بها بعض الموهوبين.
3- أن الفصول الخاصة تؤدى إلى شعور الأطفال الموهوبين بالتميز والإستعلاء.

عن المدونة

مدونة تهتم بجميع مجالات المعرفة