إتجاهات ونظم تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة

إتجاهات ونظم تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة


إتجاهات تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة:
يوجد اتجاهان أساسيان فى تعليم الفئات الخاصة:
أولاً: اتجاه العزل:
والذى يمثله نظام المدرسة الداخلية المعمول به فى جمهورية مصر العربية ونظام المدرسة الخارجية.
ثانيا: اتجاه الدمج:
وهو الاتجاه الذى يهدف إلى إدماج المعاقين مع زملائهم العاديين ويتخذ هذا الاتجاه عدة نظم هى الفصول الخاصة الملحقة بالمدارس العادية, وحجرات الخدمات الخاصة, ونظام المدرس المتجول الذى يقدم خدماته إلى التلاميذ الذين يتلقون تعليمهم فى فصول العاديين فى أكثرمن مدرسة.


ولكل نظام من النظم ميزاته وعيوبه.


إتجاه العزل:
النقد الموجه لنظام العزل:
على الرغم من أن أنصار نظام العزل يرون أن الدراسة فى المدرسة العامة قد يحرم التلميذ المعاق من الخدمات المتميزة التى تقدمها المدرسة الداخلية والمتمثلة فى الإمكانات والتجهيزات وكذلك المدرسين المتخصصين ذوى الحساسية الشديدة لمشكلات وحاجات التلاميذ المعاقين والتى قد لا تتوافر فى المدارس العامة التى يدمج فيها المعاق مع غيره من العاديين.


فإن هناك انتقادات وجهت لهذا النظام منها:
1- عزل التلاميذ فى مدارس خاصة بهم مستقلة عن المدارس العامة يتسبب فى عزلهم عن بيئتهم الطبيعية التى يجب أن يعيشوا فيها, مما يخلق مشكلات عديدة تتعلق بسوء توافقهم السلوكى مع المحيطين بهم مثل الانطواء والانسحاب والعدوان والشذوذ والانحراف وما شابه ذلك وذلك بسبب قيدهم وحصر خطواتهم فى بيئة مغلقة خاصة بهم. 
2- يؤدى إلى خلق للحواجز النفسية عند التلاميذ العاديين ضد المعاقين مما قد يكون عاملاً مؤثراً فى تكوين الاتجاهات السلبية تجاه المعاقين.


إتجاه الدمج:
مفهوم الدمج:
هو تربية وتعليم الأطفال ذوى الإحتياجات الخاصة مع أقرانهم من التلاميذ العاديين مع تقديم خدمات التربية الخاصة.


مبررات الدمج:
1- ظهور القوانين والتشريعات التى تنص على حق الطالب المعاق فى الحصول على الرعاية التربوية والصحية والإجتماعية.
2- تزايد أعداد التلاميذ ذوى الإحتياجات الخاصة فى الدول النامية.


مراحل وإجراءات عملية الدمج:
1- مرحلة إختيار المدرسة: أن تكون المدرسة فى مكان يسهل الوصول إليه من جانب التلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة, وأن تتوفر بها كافة الإمكانات والتجهيزات التى تتطلبها عملية الدمج.
2- تدريب الكادر التعليمى فى المدرسة العامة: ويتم ذلك من خلال التعرف على طبيعة إتجاههم نحو التلاميذ المعاقين. وإمدادهم بالمعلومات الكافية عن نوع الإعاقة التى يتعاملون معها.
3- تعريف التلاميذ العاديين ببرنامج الدمج: من خلال تهيئتهم لتقبل فكرة الدمج, وتقبل ذوى الإحتياجات الخاصة.
4- تحديد المنهج الدراسى: ويتم ذلك فى ضوء طبيعة الإعاقة التى سوف يتم التعامل معها فى الفصل العادى.
5- الإجتماع بأولياء الأمور: وذلك للتعرف على إتجاهاتهم نحو عملية الدمج ومدى إستعدادهم لمساعدة المدرسة فى أداء وظيفتها.
6- توفير نماذج للتسجيل والمتابعة والسجلات الطبية والإجتماعية والتقارير الشخصية ونماذج وأدوات القياس والتشخيص.


أهداف الدمج:
- تقليل الآثار السلبية الإجتماعية والنفسية لدى المعاقين, وإزالة الوصمة المرتبطة بالإعاقة والمعاقين.
- إتاحة فرص التفاعل الإجتماعى بين التلاميذ العاديين وغير العاديين.
- توفير الفرص التربوية المناسبة للتلاميذ المعاقين حيث تتوافر فى المدارس العادية العديد من المواقف والأنشطة التربوية.
- تعديل إتجاهات التلاميذ العاديين نحو رفاقهم المعاقين.
- توفير الفرص التعليمية لأكبر عدد من الأفراد المعاقين الذين لا يجدون لهم مكاناً فى المدارس الخاصة نظراً لقلة أعدادها.
- توفير التكلفة الإقتصادية اللازمة لفتح مراكز ومؤسسات التربية الخاصة.
- تقديم الخدمات التربوية للعديد من الأطفال ذوى الإحتياجات الخاصة.
- زيادة فرص التركيز على تعلم المهارات اللغوية التى يفتقدها الكثير من التلاميذ المعاقين.
- تزويد التلاميذ العاديين بمعلومات صحيحة عن طبيعة الإعاقة وخصائص المعاقين مما يساعد على تقبلهم.


العوامل المدعمة لنجاح عملية الدمج:
1- قيام عملية الدمج على أساس قانونى يوفر لها الحماية والميزانيات اللازمة.
2- تحديد نوعية التلاميذ ذوى الإحتياجات الخاصة التى يمكنها الإستفادة من الخدمات التربوية التى تقدم من خلال برامج الدمج التربوى.
3- ضرورة توفير التسهيلات البنائية اللازمة لإنجاز فكرة الدمج, مثل توفير الممرات والمصاعد التى تتيح لذوى الإحتياجات الخاصة التحرك بحرية وأمان.
4- توفير التجهيزات والأدوات والمصادر اللازمة لتعليم ذوى الإحتياجات الخاصة.
5- إعداد القوى البشرية القادرة على القيام بأعباء عملية الدمج مثل المدرسين والأطباء والممرضين المؤهلين لتقديم الرعاية الصحية للمعاقين.
6- إعداد الإدارة المدرسية والآباء والأمهات والتلاميذ العاديين لتقبل فكرة الدمج.
7- إيجاد منظومة إتصال لدعم عملية الدمج بين المدرسة بما فيها من معلمين وأخصائيين نفسيين وآباء التلاميذ المعاقين.
8- إجراء التعديلات المناسبة فى المنهاج والبرامج الدراسية بما يساعد على تعليم تلاميذ من مستويات مختلفة.
9- تعديل فى أساليب وإستراتيجيات التدريس بما يتناسب مع مستويات درجات الإعاقة.
10- تعديل أساليب التقييم المتبعة فى المدارس العادية لكى تلائم طبيعة التلاميذ ذوى الإحتياجات الخاصة.


متطلبات الدمج الناجح:
أولاً: بالنسبة للتلاميذ المستهدف إدماجهم:
1- أن يكون التلاميذ من نفس المرحلة العمرية للتلاميذ العاديين فى مرحلته الدراسية.
2- أن يكون قادراً على الإعتماد على نفسه فى قضاء حاجته.
3- أن يكون مسكنه قريب من المدرسة.
4- أن تكون إعاقته بسيطة أو متوسطه وألا تكون لديه إعاقات متعددة.
5- أن تقوم لجنة متخصصة بإختباره.
ثانياً: بالنسبة للمعلم:
1- أن يكون إتجاه المعلم إيجابياً نحو ذوى الإحتياجات الخاصة.
2- أن يكون مؤهلاً لتعليم مستويات متعددة فى الفصل الواحد.
3- أن يكون قد أعد إعدادً مناسباً لتنفيذ آليات الدمج.
ثالثاً: بالنسبة للمناهج وأساليب التدريس:
تتعدد أنواع المناهج الدراسية التى يمكن أن تقدم للتلاميذ ذوى الإحتياجات الخاصة:
1- المنهج العادى: دون تقديم أى تعديلات خاصة.
2- المنهج العادى مضافاً إليه خدمات التربية الخاصة.
3- المنهج الموازى: وهو عبارة عن المنهج العادى بعد تعديله فى مستوى الصعوبة مع ثبات الأهداف التعليمية مضافاً إليه خدمات التربية الخاصة.
4- منهج الصف الأدنى: وهو منهج عادى للصفوف الأدنى يقدم للتلاميذ ذوى الإحتياجات الخاصة مضافاً إليه خدمات التربية الخاصة.
5- منهج المهارات الأكاديمية: وهو منهج مشابه للمناهج العادية من حيث الأهداف بصفة عامة ولكنه يتضمن تعديلات أساسية مثل حذف أو إضافة بعض الإجراءات.
6- منهج الكفاءة الوظيفية: وهو منهج تم إشتقاقه من إحتياجات التلاميذ المعاقين مثل طريقة برايل أو لغة الإشارة.
7- منهج خاص: وهو عبارة عن منهج خاص فى جوانب محددة كالتهيئة المهنية والإرشاد والتأهيل المهنى.
رابعاً: متطلبات تتعلق بنظام التقويم والإمتحانات:
1- أن تركز عمليات التقويم على العمليات الأساسية التى تبنى عليها المناهج.
2- الإهتمام بالجوانب التطبيقية للحقائق والمفاهيم التى يدرسها المعاقين.
3- أن يراعى فى عملية التقويم الأبعاد الإنسانية لطبيعة ذوى الإحتياجات الخاصة وتجنيبهم خبرات الفشل التى تفرضها ظروف الإعاقة.
4- الحرص على نجاح التلاميذ المعاقين لتكوين إتجاهات إيجابية نحو العملية التعليمية.


النقد الموجه لنظام الإدماج:
يرى أنصار نظام الإدماج أن وضع الأطفال المعاقين مع رفاقهم العاديين فى الفصول النظامية بالمدارس العامة يجعلهم يشعرون بأنهم يعيشون فى بيئتهم الطبيعية, مما يسهم فى تدعيم تفاعلاتهم الإجتماعية مع أقرانهم.


إلا أن هناك انتقادات وجهت لهذا النظام منها:
1- إزدحام الفصول بما لا يتيح الفرصة المناسبة للمعاق للتعليم الفردى.
2- قد لا يتوفر فى المدرسة العادية جميع الوسائل والأدوات اللازمة للمعاق, فضلاً عما يوجد من قصور فى طرق التدريس.
3- قد تعتبر المدرسة العادية بيئة غير معدة وغير مكيفة للإعاقة ومتطلباتها.
4- فى ظل هذا النظام قد ينخفض مستوى مهارات وقدرات الطفل المعاق بالمقارنة برفاقه العاديين.


أثر الدمج على المعاقين:
أولاً: الأثر النفسى:
1- يؤدى إلى تقدير الطفل لذاته وإحساسه بوجوده.
2- يجنب الطفل تكرار الفشل فى بعض التصرفات الفردية.
3- يحقق للطفل التوازن النفسى والإجتماعى.
4- يشعر الطفل بأنه سوى مثل أقرانه الأسوياء فى المدرسة.
5- يتعلم الطفل ويكتسب من زميله السوى اللغة ونطق بعض الكلمات الصعبة من خلال تفاعله معه.
6- يكتسب الطفل المعاق قدرة على تكوين علاقات شخصية.
7- يكتسب الطفل المعاق قدرة على الحوار ولو بشكل بسيط.
8- يخفف من معاناة الأسرة ويريحهم نفسياً بان إبنهم يدرس ضمن الأطفال الأسوياء.
ثانياً: الأثر الإجتماعى:
1- تكوين علاقات مع أقرانه الأسوياء وتفاعله معهم.
2- تحقيق التوازن النفسى والإجتماعى لدى الطفل.
3- جعل الطفل السوى يتقبل وجود الطفل غير العادى ويبنى معه علاقات إجتماعية جيدة.


نظم تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة:
أشكال العزل:
1- نظام المدرسة الداخلية: وهى من أقدم النظم التى اتبعت فى تربية الأطفال, حيث يقيم التلميذ فى المدرسة عده سنوات تقدم له فى أثنائها الرعاية اللازمة ووسائل المعيشة المختلفة كما تقدم فيها الخدمات الطبية والنفسية والتربوية.
2- نظام المدرسة الخارجية: وفى هذا النوع من المدارس يقضى التلميذ يومه المدرسى بين التلاميذ الذين ينتمون إلى الفئة التى ينتمى إليها, ثم يذهب إلى منزله بعد انتهاء يومه الدراسى.
أشكال الدمج:
3- نظام الفصول الخاصة: وفيها يلتحق التلاميذ المعاقون بفصول خاصة بهم بالمدارس العادية, ويبقى التلميذ فى الفصل الخاص فى الفترات التى تقدم فيها خدمات تربوية خاصة ويشترك مع غيره من التلاميذ العاديين فى أنواع النشاط التى لا تتأثر بنوع الإعاقة.
4- غرفة المصادر: يلتحق الطالب المعاق بالفصل العادى مع تلقى مساعدة خاصة بصورة فردية فى غرفة خاصة ملحقة بالمدرسة.
5- الخدمات الخاصة (نظام المدرس المتجول): يلتحق الطالب بالفصل العادى مع تلقى مساعدة خاصة من وقت لآخر بصورة غير منتظمة فى مجالات أكاديمية, وغالباً ما يقدم هذه المساعدة للطلبة معلم تربية خاصة متجول.
6- المساعدة داخل الفصل: يلتحق الطالب بالفصل العادى مع تقديم الخدمات اللازمة له داخل الفصل, وقد يقوم بهذه الخدمات معلم متنقل (متجول) أو معلم الفصل العادى بمساعدة المعلم المتنقل.


أنواع أساليب التدريس:
1- تدريس الأقران: وقد أكدت الدراسات فعاليته فى تعليم ذوى الإحتياجات الخاصة بما يوفره من فرص لإستفادة غير العاديين مع أقرانهم العاديين.
2- التعليم التعاونى: حيث يعتمد على تكوين مجموعات صغيرة من التلاميذ العاديين وذوى الإحتياجات الخاصة بحيث يتعاون الجميع وفق أدوار محددة فى تحقيق الأهداف التعليمية المطلوبة.
3- المعلم المستشار: وهو معلم متخصص فى نوع من الإعاقات وتكون لديه القدرة على تقديم خدمات التربية الخاصة للتلاميذ المعاقين فى الفصول العادية.

عن المدونة

مدونة تهتم بجميع مجالات المعرفة