تطور الفكر التربوى (المفهوم - الضرورة)

تطور الفكر التربوى (المفهوم - الضرورة)


العوامل التى تؤدى إلى الخلط فى المفاهيم التربوية:
1- شيوع الإستخدام العمومى للعديد من المفاهيم التربوية فى الحياة اليومية.
2- تداخل وجهات النظر عند طرح المعانى المقصودة من المفاهيم التربوية.
3- ندرة الرجوع إلى النظريات العلمية والتربوية التى توصلت إليها البنية المعرفية للعلوم التربوية والنفسية.
4- تعدد نوعية الأفراد المستخدمين للمفاهيم التربوية فى المؤسسات الإجتماعية.
5- التطور العلمى السريع فى ميدان البحوث التربوية الذى وصل إلى درجة متقدمة من جودة البناء المعرفى التربوى.
6- الإختلاف فى إستخدام المفاهيم التربوية من فترة زمنية لأخرى.


مفهوم الفكر: هو فعل إنسانى يقوم على الإدراك والتأمل والإستنتاج والقدرة على الإختيار فى المسائل والمشكلات بعد الملاحظة والقياس أو مجرد التأمل.


الفكر التربوى: هو دراسة آراء المفكرين والمربين فيما تركوه فى مؤلفاتهم, بما يتعلق بالعملية التعليمية وفلسفتها وأهدافها ووسائل تحقيق هذه الأهداف.


مستويات البحث فى الفكر التربوى:
1- مستوى مجرد من الواقع التربوى: ويكون البحث فيه معبراً عن مجموع المفاهيم والأسس النظرية والمعانى المجردة من هذا الواقع التربوى.
2- مستوى يعبر عن تصورات المشتغلين بأمور التربية والتعليم الخاصة بما ينبغى أن تكون عليه عملية التربية.


معايير البحث فى الفكر التربوى:
1- المعيار الأكاديمى: ويقتضى الحصول على درجة علمية متخصصة فى التربية.
2- المعيار المهنى: ويتمثل فيمن يعملون بالحقل التربوى بصفة عامة والتعليمى بصفة خاصة.


إتجاهات الفكر التربوى:
1- نظرى مستمد من المعتقدات والمحركات الأساسية للفكر.
2- عملى تطبيقى مستمد من المعطيات الإجتماعية بكل جوانبها ومكوناتها.


تتوقف حيوية الفكر التربوى على ثلاثة أمور:
1- مدى تأثير هذا الفكر التربوى فى المجال التطبيقى فى أكثر من موقع.
2- مدى تعبير هذا الفكر التربوى ومتطلباته.
3- مدى ملاءمة هذا الفكر التربوى لظروف المجتمع المختلفة.


تطور الفكر التربوى:
هو علم تطور المجتمع من حال إلى حال, أو هو رصد الحركة التربوية.
وتطور المجتمع أو رصد حركته التربوية يعنى التفاعل المستمر بين الناس والأشياء والأفكار والمؤسسات فى ذلك المجتمع من ناحية, والتفاعل المستمر بين التربية ككل وبينها وبين الثقافات الأخرى تفاعلاً يدفع التربية إلى هذا الإتجاه أو ذلك من ناحية أخرى.


يعكس مصطلح تطور الفكر التربوى عدداً من الأبعاد فى رصد حركة الفكر التربوى منها:
1- إشتماله على المعلومات التى يمكن معرفتها عن طبيعة الكون بإعتباره الدائرة الأوسع التى يحيا فيها الإنسان موضع التربية.
2- بحث وإستقصاء حوادث الماضى التربوية التى ترتبط بالإنسان.
3- البحث عن الوقائع التربوية التى موضوعها الإنسان والزمان من ناحية التعيين والتوقيت.
4- التعبير عن الوعى القائم بالقضايا التربوية عبر العصور عند الافراد.
5- تشكيل المسيرة الإنسانية بإعتبارها السجل الذى يقدم ألواناً مختلفة من الأحداث التربوية.
6- إن تطور الفكر التربوى ما هو إلا تتبع لحركة الفكر الموجهة للتربية على مر عصور التاريخ الإنسانى.


ضروريات دراسة الفكر التربوى:
1- الفكر التربوى والأزمة التربوية المعاصر: أرجع الكثير من الكتاب الأزمات التى تعانيها التربية بأوضاعها المعاصرة إلى قلة فعاليات الفكر المحرك لها نتيجة أنه مازال فى كثير من أفاقه يتسم بالأفكار المتناقضة, إضافة إلى إتسامه فى كثير من الحالات بالأفكار المسطحة التى لا يرى لها أبعاداً تجسدها أو حركة فى الواقع الحى.
وإنه إذا كان هناك جهود فكرية تربوية لمواجهة هذه الأزمات قد دونت وكتبت, فإنها بحاجة اليوم إلى مراجعة وتقويم وإعادة صياغة بما يخدم الفكر التربوى وذلك بفهم هذه الجهود ووضع سائر الضوابط اللازمة لتفعيلها وتحديد الأدوار اللازمة لتنفيذها.
2- الفكر والإنتاج التربوى: تظهر المؤشرات قلة فعالية الإنتاج الفكرى فى الواقع التربوى حيث أن هذا الإنتاج الفكرى لم يتعرض لعمليات نقد وتحليل حقيقى وصادق لمعرفة مدى إسهاماته فى ترقية الواقع التعليمى, وفى مواكبته للفكر التربوى العالمى. ومن ثم تعد عمليات النقد لهذا الإنتاج ضرورة من أجل نموه وتقويم مساراته حتى يستطيع التأثير فى مسارات الفكر التربوى العالمى المعاصر.
3- الفكر والتجديد التربوى: حيث تساعد دراسة حركة الفكر التربوى ورصد تطوره فى الرؤية الواقعية والمتبصرة لعمليات التحديث التى تجرى, وعلى ذلك يعتبر التحديث التربوى محاولة لعنصرة النظام التربوى, وذللك بإدخال تقنيات وآلات ووسائط تربوية جديدة تكون تطبيقاً لفكر تربوى سليم... والتحديث التربوى الذى يتم السعى إليه للوصول إلى الغايات البعيدة هو مجاراة روح العصر من التقدم العلمى ولكن فى ضوء من الواقع الإجتماعى والقيم الأخلاقية والإمكانات البشرية والفنية والمادية الحاكمة للمجتمع.
4- الفكر التربوى وتقويم الفلسفات التربوية: تؤكد دراسة الفلسفات التربوية المختلفة أن تطور الفكر التربوى يستطيع أن يعطى صورة بقدر المستطاع عن النظريات الحاكمة للمجتمعات الإنسانية, حيث أن الوقوف على طبيعة هذه الفلسفات ورصد حركتها فى بناء الإنسان فى ذاته وفى تفاعله مع قوى الطبيعة والمجتمع من حوله يعد أمراً بالغ الأهمية فى تحقيق المبتغى من وراء دراسة هذه الفلسفات.
5- الفكر التربوى والبناء الحضارى للأمة: تعد دراسة تطور الفكر التربوى من الأمور المهمة فى البناء الحضارى للمجتمع نظراً للظروف التى يمر بها, فإصلاح الفكر وإعادة التشكيل وتصويب مسار المعرفة لتنضبط بمنطلقاتها وتحقيق أهدافها إنما يستدعى رؤية شاملة ومتوازنة ومتكاملة.
6- المساهمة فى معرفة التراث التربوى: إن دراسة الفكر التربوى من شأنها أن تسهم فى معرفة التراث التربوى بما يحويه هذا التراث من كل ما خلفه الإنسان من موروثات فكرية أو نشاط بشرى مكتسب يتوارثه الأفراد بما يسهم فى إستلهام خبرات تساعد فى حل ما يواجهه المجتمع من مشكلات حاضرة.


طرق دراسة الفكر التربوى:
- الطريقة الطولية: فى هذه الطريقة لا يقتصر الدارس على بلد من البلدان, وإنما يعنيه فى المقام الأول أن يتتبع تطور الفكر التربوى حول قضية معينة عبر العصور المختلفة ومدى مسايرته للتطور الحضارى الإنسانى.
- الطريقة العرضية: فى هذه الطريقة يتم النظر إلى الفكر التربوى ككل داخل السياق الثقافى الحاكم للمجتمع الذى تتم دراسته, حيث تـتـقـيـد هذه الطريقة بتناول حركة الفكر التربوى فى مجتمع معين فى فترة زمنية معينة دون بقية المجتمعات الأخرى أو الخروج بها إلى زمن آخر.

عن المدونة

مدونة تهتم بجميع مجالات المعرفة