الفكر التربوى الإسلامى

الفكر التربوى الإسلامى


مرتكزات الفكر التربوى الإسلامى:
1- مرتكز التوحيد: يعد مرتكز التوحيد هو الأساس الذى يقوم عليه الفكر التربوى الإسلامى, على إعتبار أن هذا المرتكز هو فى أصل الفطرة الإنسانية, والمقصود بهذا المرتكز الإقرار والتسليم بأن الله وحده لا شريك له هو الأحق بالعبادة.
2- مرتكز التكريم: يشير هذا المرتكز إلى ما منحه الله للإنسان من ألوان التكريم التى جعلته يتبوأ المكانة العليا بين خلقه من الجمادات والنباتات والحيوانات, وتكمن فى كونه أفضل مخلوقات الوجود على إعتبار أنه أكرم ما فيه.
3- مرتكز الإنسانية: مرتكز الإنسانية هو مرتكز شامل لا يقتصر على إنسان دون إنسان, أو فى قوم بعينهم بل هو كونى مطلق يطول كل فرد فى هذا الوجود.
4- مرتكز الإستخلاف: خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعل له غاية ووظيفة, وتتمثل الغاية فى حسن عبادته لله عز وجل, وأما الوظيفة فتتمثل فى كونه خليفة له على الأرض, وهى تتضمن حسن العبادة لله عز وجل وإعمار الأرض والتمكين لدين الله.
5- مرتكز العلم: العلم من أهم المرتكزات التى يركز عليها الفكر التربوى الإسلامى, حيث ينظر إليه على أنه أساس الإيمان, والعلم كمرتكز للفكر التربوى الإسلامى ليس له حد عند طالبه ولا زمن ولا يقف عند حد معين لأنه مهما أوتى الإنسان من العلم فعلمه قليل ويحتاج إلى الإستزادة. وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من كتم العلم وعدم نشره.


غايات الفكر التربوى الإسلامى:
1- الغايات الدينية: يعتبر هذا الهدف هو أعظم الأهداف على الإطلاق لأنه هدف تندرج تحته أية أهداف أخرى, بإعتباره منبعها... ويتطلب الإلمام بالهدف الدينى هنا النظر إليه فى بعدين هما: (العقيدة والعبادة) لما يوجد بينهما من إرتباط واضح, فالعقيدة تبرز الجانب الباطنى الذى ينبغى أن تقوم به التربية وتثبته, أما العبادة فتعبر عن الجانب الظاهرى فى العقيدة التى يؤمن بها الأفراد المراد تربيتهم.
2- الغايات الأخلاقية: تعد الغايات الأخلاقية للتربية عنصراً مكملاً للغايات الدينية, فالغايات الأخلاقية للتربية هى مجموعة المبادئ الأخلاقية والفضائل السلوكية والتى يجب أن يتلقنها المتعلم ويكتسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلى أن يصبح مكلفاً.
3- الغايات الإجتماعية: ويقصد بها مجموعة الأهداف التى تبرز مجموعة التفاعلات الإجتماعية للأفراد داخل المجتمع, سواء فى علاقتهم مع أنفسهم أو مع المجتمع الذى يعيشون فيه أو مع الكون الواسع المحيط بهم.... وأول الأهداف التى ينبغى أن تعكسها الغايات الإجتماعية للتربية الإسلامية يتمثل فى تربية الأفراد على التعامل السليم مع الله عز وجل وذلك وفق ما أراد وما أمر... وثانى هذه الأهداف هو تربية الافراد على حسن التعامل مع من يحيطون بهم من الأهل والأقارب... وثالث هذه الأهداف هو تربية الأفراد على إقامة علاقات إجتماعية طيبة مع أفراد المجتمع الذين يعيشون فيه بصفة عامة.
4- الغايات البدنية: تحرص التربية الإسلامية على تقوية البدن وبنائه بناءاً صحيحاً قوياً معافى لأنه وعاء العقل, ولا يكون التفكير سليماً والنفس مشرقة إلا إذا كان الجسم سليماً, على إعتبار أن العقل السليم فى الجسم السليم, وقد أصبح مبحث التربية الجسدية من المباحث المتعددة للتربية, وتعنى العملية التى يقوم الفرد من خلالها بنشاط جسمانى منظم بهدف تنمية قدرات الجسم المختلفة وزيادة كفاءته الحركية, وما يرتبط بذلك من إكتساب مهارات حركية معينة وإتباع عادات صحية سليمة وذلك للتكيف مع متطلبات الحياة فى مجتمعه.
5- الغايات العقلية: من أهم غايات الفكر التربوى الإسلامى الغايات الخاصة بتربية العقل, ذلك المكون الذى ميز به الإنسان عن غيره من بقية المخلوقات الأخرى, والغايات العقلية للفكر التربوى هو عملية القصد منها إتخاذ كل السبل والوسائل التى ترتقى بهذا العقل البشرى وتعمل على تحريره من كل ألوان التبعية المقيدة, وتمكنه من الإلمام بالمعارف المختلفة التى تتيح له المساهمة فى نشر هذه المعارف وتعليم الآخرين فى المجتمع الذى يعيشون فيه.
6- الغايات الوجدانية: الغايات الوجدانية هى مجموعة الأهداف التى يسعى الفكر التربوى من خلالها إلى تربية المشاعر والأحاسيس والعواطف والإنفعالات والإرادة الحرة القوية, من أجل الإرتقاء بالشخصية الإنسانية التى هى الموضوع والحقل الطبيعى للفكر التربوى الإسلامى.



مكانة المعلم فى الفكر التربوى الإسلامى:
حظى المعلم بمكانة عظيمة فى الفكر التربوى الإسلامى, وإرتفع فضله وشأنه عالياً وأصبحت له منزلة رفيعة تعددت روافدها فى القرآن والسنة وفى كتابات الصالحين. كما إتضحت هذه المكانة من تشديد النبى صلى الله عليه وسلم على مهمة التعليم حين خطب يوماً يهدد المتعلمين الذين لا يعلمون الجاهلين, كما حذر الجاهلين الذين لا سعون لأخذ العلم من العلماء.


فئات المعلمين فى الفكر التربوى الإسلامى:
1- معلموا الكتاتيب: وهم الذين كانوا يصلون بأولاد العامة والطبقات المتوسطة, وكانوا يمثلون أقل درجات السلم المهنى ثقافياً وإقتصادياً وإجتماعياً.
2- المؤدبون: وهم الذين إختصوا بتعليم أولاد الخاصة من الأمراء والوزراء والأغنياء, وكان هذا العمل يكسبهم الجلال ويحوطهم بشئ من العظمة, وكانوا يحصلون على أجور مرتفعة, ويغدق عليهم بالهبات والعطايا, جعلهم يحيون حياة رخاء, مما جعل مكانتهم أكثر إحتراماً من معلمى الكتاتيب.
3- معلمى المساجد والمدارس: وهى الفئة التى حظيت بكثير من الإجلال والتقدير, حيث كان التعليم فى المساجد مقابلاً للمرحلة الجامعية فى الوقت الحاضر, إلى أن ظهرت المدرسة بإنشاء المدرسة المستنصرية التى أنشأها المستنصر بالله فى بغداد, فعاش هؤلاء المعلمون فى بحبوحة من العيش, ونعموا بمستوى مالى مرموق, إذ أضفى عليهم الخلفاء والسلاطين والعظماء كثيراً من عنايتهم, وأمدوهم بهبات متجددة نتيجة للأوقاف التى أوقفوها للإنفاق على هذه المدارس.
4- فئة القراء: وهى الفئة التى كان يقوم أصحابها بتعليم أفراد المسلمين القرآن الكريم, ومحور عملهم هو إقراء المسلمين القرآن الكريم على إعتبار أن القرآن الكريم هو المصدر الرئيسى للعقيدة والشريعة والسلوك.

عن المدونة

مدونة تهتم بجميع مجالات المعرفة